موسم المسبحة

تتنوع استخدامات السبحة بين العبادة والتسبيح، كما أنها قد تكون طريقة للتميّز الاجتماعي والوجاهة وإظهار مستوى الترف الذي يتمتع به صاحبها عندما يكون ثمنها باهظاً ومصنوعةً من أحجار غالية.

وقد تستخدم السبحة أيضاً كأداة تساعد صاحبها على تهدئة انفعالاته، والتخلّص من التوتر وتفريغ القلق، بينما يقوم آخرون بتسخيرها للتخلّص من التدخين، أو لمجرد التسلية فقط بالتلويح بها في رقصات "الدبكة" الشعبية.

وكذلك فقد بات الشباب من مستهلكي هذه السبحات، كونها تضفي لمسة تميّز وأناقة إلى الملبس، حيث يحرص هؤلاء مثلاً على شراء اللون الذي يتماشى مع ألوان الملابس التي يرتدونها.

مطير الأحمدي، شاب خليجي يقتني السبح لأسباب جمالية يوضحها قائلاً: "تضيف السبحة إلى أناقة الشاب، كما أنها تميّزه عن الآخرين إذا كانت السبحة التي يحملها ملفتة للنظر، كأن تكون برّاقةً مثلاً أو بألوان فاقعة".

وتستهوي السبحات الملوّنة جيل الشباب، إلا أن ذلك لا يمنع من اقتناء بعضهم لسبحات بألوان تقليدية مثل الأسود والكحلي.

ولعلّ أغرب أنواع السبحات المنتشرة بين الشباب هي المعروفة بسبحة الحشرات، والتي تقتطع من أحجار تكوّنت من مادة الصمغ الذي تفرزه أشجار الصنوبر، بعد أن يغطي الصمغ الحشرات الموجودة على هذه الأشجار، لتموت وتبقى داخله.

وهناك أيضاً سبحات تصنع من أشياء تؤخذ من الحيوانات مثل العاج، أو قرن وحيد القرن، إذ تصنّف مثل هذه الأنواع كهدايا جميلة غالية.

يرجع حمد الجاسم اقتناؤه للسبح إلى كونها تبعث في نفس الطمأنينة، وهي وفقاً له طريقةً تساعد على الحد من التوتر وخصوصاً في فترات ازدحام الطرقات.

ومن الطريف فيما يتعلق بالسبحة أن كثيرين يشترونها لدواعي الزينة فقط، ومنهم مالك الفهد، الذي يعتبر السبحات الكبيرة والمصنوعة من الخشب، إضافات مميزة على ديكور المنزل.

ويرفض عبد الله الشامخ استعمال السبحات في أغراض تزينية أو أن تكون معياراً للوجاهة، فهو يستعين بها في العبادة وتلاوة الأوراد وذكر الله.

وتتنوع السبحات كثيراً، إلا أن أشهرها هي تلك المصنوعة من الأحجار الكريمة، والتي يختلف سعرها بحسب المواد المستخدمة في صناعتها، إذ من المحتمل أن تصل قيمتها في بعض الأحيان إلى ما يقارب الستة آلاف دولار أمريكي، نظراً لوجود الألماس أو العقيق أو الزمرد أو اللؤلؤ أو الكهرمان مثلاً.

عوامل أخرى تؤثر على سعر السبحة، كطريقة التصنيع، حيث أن السبحات المصنوعة يدوياً أغلى بكثير من تلك المنتجة بطريقة آلية.

ومن المتعارف عليه أن السبحة تتألف من 99 حبة، إلا أن سبحات الزينة قد تكون مؤلفةً من 33 أو 45 أو 66 حبة أيضاً.

ومن اللافت أيضاً في عالم السبحات، هو دخول الفتيات أيضاً على خط شرائها لغرض الزينة، وتحديداً تلك الأنواع المصنوعة من الكهرمان والعاج والكوك، هذا إلى جانب طلبهنّ طباعة أو رسم أسماء أو رموز أو شعارات معينة عليها.

وتأتي السبحات ذات الألوان الفاتحة البرّاقة في مقدمة اهتمامات المستهلكات، وخصوصاً اللونين الأحمر والوردي. 

سمر أكرم، ترى في السبحة هديةً مناسبةً للرجال في مختلف المناسبات، حيث سبق لها أن قدمت لزوجها مثل هذه الهدية التي نالت إعجابه.

أما ريما الساهر فتشتري السبحات بحيث تأتي بلون فستانها أو حقيبتها في المناسبات كالأفراح مثلاً.

ولعلّ السبحة التي عرفت باسم "السبحة الألمانية" هي من أكثر السبحات النسائية إقبالاً من جانب الفتيات في المنطقة، وهي سبحة نسائية بألوان بنّاتية، وتحرص أخريات على شراء سبحات يكتب على الجزء الأخير فيها أسمائهن وتعرف باسم "الشراب".

وتتمركز مناطق صناعة السبحات في العالم العربي في مكة المكرّمة والمدينة المنوّرة ومصر وسوريا، كما يتم استيرادها أيضاً من العديد من الدول الأوروبية، إلا أن الخبراء في هذا الميدان ينصحون المستهلكين بطلب استشارة من مختّص بهذا المجال، نظراً لانتشار الكثير من السبحات المزيفة التي تعتمد أحجاراً غير أصلية، كما ينفع أيضاً إجراء مقارنة بين المعروضات والشراء من محلات تجارية معروفة ومتخصّصة ببيع السبحات.